لم يدر في خلده ان تكون اجمل شوارع منهاتن هي اخر الشوارع التي سيودع معها الولايات المتحدة بل لم يدرك ان السعادة وساعات المرح ستنتهي لتتحول الى كابوس يجعله يتمنى في كل خطوة يخطوها على الرصيف ان يكون كل مايمر به كابوسا ينتظر اللحظة المناسبة كي يفيق منه ..
كان يسير وحده لايحس بمن حوله .....لكن يحس بأوراق الاشجار تتساقط امامه وكانها حزينة على فراقة بالرغم من ان الشارع مزعج ورائحة سيجارته تزعج المارة الا انه لازال يسير لأول مرة دون ان يستمتع بمنظر نساء هذا الشارع والذي عادة يبادلهم الابتسامة باتسامة سرعان مايضيع ذوقها قبلة في الهواء تغيير من ملامح مستقبلها لتصبح حادة تقطع عليه اي طريقة للتواصل ... ونادرا ماكانت تؤدي غرضها لايهم فهو لايقوم بها الان ...
توقف قليلا رجع للسنوات السابقه يحدق فيها بتمعن ، يرى نجاحاته يسمع اطراء الكثيرين من الكتاب الذين اعجبتهم مقالته وراهنو انه سيكون صاحب قلم عظيم في سماء الصحافة والادب.. ابتسم ..رجع الحزن يدق ابواب قلبه ليخفي ماتبقى من اثار الابتسامه وابتسم مرة اخرى وهو يشاهد الشجرة الكبيره التي توقف عندها قبل ٣ اعوام يدعو الله ان يقبل في الجامعة التي حلم بها جامعة يال حلم كل من يهوى نقش الحروف ووضع بصمة في تاريخه ..
رجع الحزن يمسح كل الثغرات التي تؤدي الى السعادة وعاد مرة أخرى مكبلا في حزنه حدود نظره لاتتجاوز اقدامه ،رجع يفكر في حلمه قبل ثلاثة اعوام ويفكر في نفسه بعد ان خسر ابداعه واخر اماله في ان يكمل دراسته في يال ...اه كانت تخرج من نفسه بطريقة مؤسفه مؤلمه
لايهم فهو عائد
اخيرا سيعود صديقي وقد تعلم
تعلم درسا لن ينساه
فالحياة تجارب ولاكنه تعلم
في ان النصيحة كنز لايجب ان يهمله ...وان مناصحيه هم اصدقائه الحقيقيون
همسة في اذنه :
صديقي اعلم ان سفينة حياتك قد تحطمت ولا كن قوارب النجاة تنتظرك ...
انجو بنفسك قبل ان تتحطم وتغرق
لتركب سفينة اخرى اشد واقوى توصلك الى ميناء حلمك ،،، لايهم اذا ضاعت يال المهم ان لاتتسبب يال في ضياعك اكثر